الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
18401- قلت: قد تقدم حديث عبد الله بن أنيس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال: الناس - عراة غُرْلاً بُهْماً". قال: قلنا: وما بهماً؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان، أنا الملك، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة". قال: قلنا: كيف وإنما نأتي عراة غُرْلاً بُهْماً؟ قال: "الحسنات والسيئات". وهو عند أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن. 18402- وعن عائشة وبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جلس بين يديه فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم، فكيف أنا منهم يا رسول الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك، وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك". فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهتف، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لك؟ ما تقرأ كتاب الله قلت: حديث عائشة وحده رواه الترمذي. رواه أحمد وفي إسناد الصحابي الذي لم يسم راو لم يسم أيضاً، وبقية رجالهما رجال الصحيح. 18403- وعن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً وشاتان تعتلفان، فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "عجبت لها، والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة". 18404- وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال: "يا أبا ذر هل تدري فيما انتطحتا؟". قال:لا، قال: "ولكن الله يدري وسيقضي بينهما". رواه كله أحمد والبزار بالرواية الأولى وكذلك الطبراني في المعجم الأوسط وفيها ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه ابن عائشة وهو ثقة، ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح وفيها راو لم يسم. 18405- وعن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الجماء (التي لا قرن لها) لتقتص من القرناء يوم القيامة". رواه الطبراني في الكبير والبزار وعبد الله بن أحمد وفيه الحجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه، وبقية رجال البزار رجال الصحيح غير العوام بن مزاحم وهو ثقة. 18406- وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 18407- وعن أبي هريرة قال: حدثني الصادق المصدوق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إن أول خصم يقضي فيه يوم القيامة عنزان: ذات قرن وغير ذات قرن". رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف. 18408- وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لبيلغ من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن". رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم وعطاء بن السائب اختلط. 18409- وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وكان بيده سواك، فدعا وصيفة له - أو لها - حتى استبان الغضب في وجهه، فخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت: ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك؟! فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك". 18410- وفي رواية: "لولا القصاص لضربتك بهذا السواك". 18411- وفي رواية: "لولا مخافة القصاص لأوجعتك بهذا السوط". روى هذا كله أبو يعلى والطبراني بنحوه وقال: دعا وصيفة له، ولم يشك، وقال: "لولا مخافة القود يوم القيامة". وإسناده جيد عند أبي يعلى والطبراني. 18412- وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يضرب عبداً له إلا أقيد منه يوم القيامة". رواه البزار ورجاله ثقات. 18413- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ضرب سوطاً ظلماً اقتص منه يوم القيامة". رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسنادهما حسن. 18414- وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقبل الجبار تبارك وتعالى يوم القيامة فيثني رجله على الجسر فيقول: وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم، فينصف الخلق بعضهم من بعض حتى إنه لينصف الشاة الجماء من الشاة العضباء بنطحة تنطحها". رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وقد ضعفه جماعة وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وبقية رجاله ثقات. 18415- وعن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات بما يظن أنه ينجو بها، فلا يزال رجل يجيء قد ظلمه بمظلمة فيؤخذ من حسناته، فيعطي المظلوم حتى لا تبقى له حسنة، ثم يجيء من يطلبه ولم يبق من حسناته شيء، فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته". رواه الطبراني والبزار عن عبد الله بن إسحاق العطار عن خالد بن حمزة ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18416- وعن سليمان بن حبيب المحاربي قال: خرجت غازياً، فلما مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غنى للمسافر عنه، فلما نظرت إلى باب المسجد قلت: لو أني دخلت فركعت ركعتين، فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ومكحول في نفر فقالوا: إنا نريد أبا أمامة الباهلي، فقاموا وقمت معهم، فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر، وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره، فكان أول ما حدثنا أن قال: إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلّغ ما أُرسل به، وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا، فبلغوا ما تسمعون: ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله عز وجل حتى يدخله الجنة أو يرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل دخل بيته بسلام. ثم قال: إن في جهنم جسراً له سبع قناطر، على أوسطه العصاة، فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له: ماذا عليك من الدين؟ وتلا هذه الآية: اقض دينك، فيقول: ما لي شيء، وما أدري ما أقضي منها! فيقال: خذوا من حسناته، فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة، حتى إذا فنيت حسناته قيل: قد فنيت، فيقال: خذوا من سيئات من يطلبه، فركبوا عليه، فلقد بلغني أن رجالاً يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى له حسنة. رواه الطبراني وفيه كلثوم بن زياد وبكر بن سهل الدمياطي وكلاهما وثق وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18417- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة والوعرة لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه به، فما يبرح الذين ظلموا يقصون من الذين ظلموا حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات، فإن لم تكن لهم حسنات رد عليهم من سيئاتهم حتى يورد الدرك الأسفل من النار". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. 18418- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجاء يوم القيامة بأمثال الجبال من مظالم الناس بينهم وحقوقهم، فما يزال الله يقصها حتى لا يبقى منها شيء". رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف. 18419- وعن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل حابس الغريم على غريمه كأشد ما حبس شيء على شيء، فيقول: يا رب كيف أعطيه وقد حشرتني عرياناً حافياً فمن أين؟ فيقول الله عز وجل: سأعطيهم من حسناتك، فتطرح على حسنات القوم، فإن كفت وإلا أخذت من سيئات القوم فطرحت على سيئاتك". رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف جداً. 18420- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين قال: "قال الرب تبارك وتعالى: يؤتى بسيئات العبد وحسناته فيقتص أو يقضى، فإن بقيت له حسنة واحدة وسع له في الجنة". رواه البزار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. 18421- وعن زاذان قال: دخلت على عبد الله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج، فقلت: أدنيت الناس وأقصيتني؟ فقال لي: ادن، فأدناني حتى أقعدني على بساطه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنه يكون للوالدين على ولدهما دين، فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول: أنا ولدكما، فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك". رواه الطبراني عن عمرو بن مخلد عن زكريا بن يحيى الأنصاري ولم أعرفهما، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. 18422- وعن جهم بن أوس قال: سمعت عبد الله بن أبي مريم ومر به عبد الله بن رستم في موكبه، فقال لابن أبي مريم: إني لأشتهي مجالستك وحديثك، فلما مضى قال ابن أبي مريم: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغبطوا فاجراً بنعمة، إنك لا تدري ما هو لاق بعد موته، إن له عند الله قاتلاً لا يموت". رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. 18423- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال، فأتاه فاستحله قبل يوم القيامة، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، إنما هي الحسنات". قيل: يا رسول الله فإن لم يكن له حسنات؟ قال: "أُخذ من سيئاته فطرح على سيئاته". رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن عيسى اليزني ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. 18424- عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ستر الله على عبد في الدنيا فيعيره به يوم القيامة". رواه الطبراني في الصغير وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف. 18425- عن أم هانئ بنت أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تبارك وتعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي مناد من تحت العرش: يا أهل التوحيد! إن الله عز وجل قد عفا عنكم، فيقوم الناس فيتعلق بعضهم ببعض في ظلامات، ثم ينادي مناد: يا أهل التوحيد! ليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب". رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو عاصم الربيع بن إسماعيل منكر الحديث قاله أبو حاتم. 18426- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الخلائق يوم القيامة فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم وثوابكم علي". رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن سنان أبو عون، قال أبو حاتم: عنده وهم كثير، وليس بالقوي، ومحله الصدق، يكتب حديثه، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم حديث في فضل العلم: أن الله سبحانه وتعالى يقول لهم: إني لم أضع علمي فيكم وأنا أريد أن أعذبكم، اذهبوا فقد غفرت لكم. وحديث في الدين فيمن يقترض ويتلف ماله فإن الله يؤدي عنه. 18427- عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله". قالوا: ولا أنت؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله". وقال بيده فوق رأسه. رواه أحمد وإسناده حسن. 18428- وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن ينجي أحداً منكم عمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة/فسددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا". قلت: هو في الصحيح باختصار. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 18429- وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن ينجي أحداً عمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل، ولو يؤاخذني أنا وعيسى بما جنى هذين لأوبقنا". وأشار بالسبابة والوسطى. قلت: هو في الصحيح غير من قوله: "ولو يؤاخذني". رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: "ولو يؤاخذني بما جنى هؤلاء لأوبقني". وشيخ البزار أبو بكر لم أعرفه، وكأنه وراق ابن أبي الدنيا فإنه روى عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه، وشيخ الطبراني إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيصراني لم أجد من ترجمه، وبقية رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة. 18430- وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن ينجي أحداً منكم عمله". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة". رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الكبير: "ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة". فقال بعض القوم: ولا أنت؟ فذكره. وفي أسانيدهم أشعث بن سوار وقد وثق على ضعفه، وبقية رجالهم ثقات. 18431- وعن شريك بن طريف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يدخل الجنة أحد منكم بعمل". قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل". رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح. 18432- وعن أسامة بن شريك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من أحد يدخل الجنة بعمله". قلنا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله عز وجل برحمة منه". ووضع يده على رأسه. رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح الأسدي وهو ضعيف. 18433- وعن أسد بن كرز قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أسد بن كرز، لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة الله". قال: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتلاقني الله - أو يتغمدني - الله منه برحمة". رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. 18434- وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه النعم من الله عليه. فيقول الله لأصغر نعمة - أحسبه قال: - في ديوان النعم: خذي ثمنك من عمله الصالح، فتستوعب عمله الصالح، ثم تنحى وتقول: وعزتك ما استوفيت، وتبقى الذنوب والنعم، وقد ذهب العمل الصالح كله، فإذا أراد الله أن يرحم عبداً قال: يا عبد قد ضاعفت حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك - أحسبه قال: - ووهبت لك نعمي". رواه البزار وفيه صالح المري وهو ضعيف. 18435- وعن ابن عمر أن رجلاً من الحبشة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنتم به، وعملت بمثل ما عملت به، إني لكائن معك في الجنة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله، ومن قال: سبحان الله كتب الله له مائة حسنة". فقالوا: يا رسول الله كيف نهلك بعد هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل، لو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفذ ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته". ثم نزلت: قال ابن عمر: فأنا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف وفيه توثيق لين. 18436- وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يبعث الله يوم القيامة عبداً لا ذنب له فيقول الله: بأي الأمرين أحب إليك أن أجزيك، بعملك أم بنعمتي عندك؟ قال: يا رب إنك تعلم أني لم أعصك، قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي، فما تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة، فيقول: رب بنعمتك ورحمتك، فيقول: بنعمتي ورحمتي". قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في الحساب. 18437- عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم، وملك راكع، أو ملك ساجد، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئاً". رواه الطبراني في الأوسط وفيه عروة بن مروان قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18438- وعن عتبة بن عبد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رجلاً يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة". رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم هذا في كتاب الإيمان في حق الله تعالى على العباد. 18439- عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة، وبأول ما يقولون؟". قالوا: نعم، قال: "إن الله عز وجل يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا رحمتك وعفوك، فيقول: فقد وجبت لكم رحمتي". رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن. 18440- عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال: "يا عائشة! أما عند ثلاث فلا: أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا، وأما عند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا، وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم وينغبط عليهم ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بثلاثة: وكلت بمن ادعى مع الله إلهاً آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت بكل جبار عنيد، فينطوي عليهم ويطرحهم في غمرات جهنم، ولجهنم جسر أرق من الشعرة وأحد من السيف، عليه كلاليب وحسك، تأخذ من شاء الله، والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، والملائكة يقولون: رب سلم سلم، فمتوج مُسلّم، ومخدوش سلم، ومكور في النار على وجهه". قلت: عند أبي داود طرف منه. رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18441- وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يحمل الناس على الصراط يوم القيامة، فتتقادع (تُسقطهم فيها بعضهم فوق بعض) بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار، فينجي الله تعالى برحمته من يشاء". قال: "ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا، فيشفعون ويخرجون، ويشفعون ويخرجون، ويشفعون ويخرجون - زاد عفان مرة: - ويشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه، ورواه البزار أيضاً ورجاله رجال الصحيح. 18442- وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "شعار أمتي إذا ركبوا على الصراط: يا لا إله إلا أنت". رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من وثق على ضعفه وعبدوس بن محمد لم أعرفه. 18443- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يدعو الناس بأسمائهم ستراً منه على عباده، وأما عند الصراط فإن الله عز وجل يعطي كل مؤمن نوراً، وكل منافق نوراً، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات، فقال المنافقون: رواه الطبراني وفيه إسحاق بن بشر أبو حذيفة وهو متروك. 18444- وعن عبد الله بن مسعود قال: يوضع الصراط على سواء جهنم، مثل حد السيف الرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار تخطف بها، فممسك يهوي فيها ومصروع، ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو، ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو، ثم كجري الفرس، ثم كسعي الرجل، ثم كرمل الرجل، ثم كمشي الرجل، ثم يكون آخرهم إنساناً رجل قد توجبه النار ولقي فيها شراً حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته، فيقال له: تمنَّ وسلْ، فيقول: أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة؟ فيقال له: تمن وسل، حتى إذا انقطعت منه الأماني قال: لك ما سألت ومثله معه. 18445- وعن أبي هريرة قال: وعشرة أمثاله معه. قلت لابن مسعود وأبي هريرة في الصحيح أحاديث غير هذا مرفوعة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عاصم وقد وثق. 18446- وعن يعلى بن منبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تقول النار للمؤمنين يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي". رواه الطبراني وفيه سليم بن منصور بن عمار وهو ضعيف. 18447- وعن أبي سمينة قال: اختلفنا ههنا في الورود، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً ثم ينجي الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فقلت: إنا اختلفنا ههنا في ذلك، فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن، وقال بعضنا: يدخلونها جميعاً؟ فأهوى بإصبعيه إلى أذنيه وقال: صمتاً لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الورود الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار - أو قال: لجهنم - ضجيجاً من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين". قلت: لجابر حديث في الصحيح موقوف غير هذا. رواه أحمد ورجاله ثقات. 18448- وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام". رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف جداً. 18449- وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج واحمر تخفق أبوابها". رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف. 18450- عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "قد أُعطيت الكوثر". قلت: يا رسول الله وما الكوثر؟ قال: "نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث، لا يشربه من أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي. قلت: لأنس حديث في الصحيح في الكوثر غير هذا. رواه الطبراني وفيه حماد بن يحيى بن المختار وهو مجهول وعطية ضعيف. 18451- وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي من كذا إلى كذا، فيه من الآنية عدد النجوم، أطيب ريحاً من المسك، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، من شرب منه شربة لم يظمأ أبداً". قلت: هو في الصحيح باختصار. رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجالهما رجال الصحيح. 18452- وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا معشر الأنصار موعدكم حوضي". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. 18453- وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي نهراً ما بين صنعاء إلى أيلة، فيه عدد النجوم آنية، وهو أبرد من الثلج وأحلى من العسل، وأبيض من اللبن، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، ومن لم يطعمه لم يرو أبداً". رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك. 18454- وعن عبد الله بن بريدة قال: شك عبد الله بن زياد في الحوض، فأرسل إلى زيد بن أرقم فسأله عن الحوض، فحدثه حديثاً مؤنقاً أعجبه، فقال له: سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، ولكن حدثنيه أخي. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت: تقدم لزيد بن أرقم حديث في ذكر الحوض في كتاب العلم في باب من كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 18455- وعن يحنس أن حمزة بن عبد المطلب لما قدم المدينة تزوج خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية من بني النجار، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور حمزة في بيتها، وكانت تحدث عنه أحاديث، قالت: فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إنه بلغني عنك أنك تحدث أن لك يوم القيامة حوضاً ما بين كذا إلى كذا؟ قال: "نعم، وأحب الناس عني أن يروى منه قومك". قال: فقدمت إليه برمة فيها بحره أو خزيرة، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في البرمة ليأكل فأحرقت أصابعه، فقال: "حس". ثم قال: "ابن آدم إن أصابه البرد قال: حس، وإن أصابه الحر قال: حس". رواه أحمد ورواه الطبراني باختصار وقال: "وأحب الناس إلي - أو من أحب الناس - إلي أن يرده". وقال فيه: فقدمت إليه عصيدة. ورجال أحمد رجال الصحيح. 18456- وعن خولة بنت حكيم قالت: قلت: يا رسول الله إن لك حوضاً؟ قال: "نعم، وأحب علي من يرده قومك". رواه أحمد والطبراني وقال: هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم، وقال الناس: عن خولة بنت قيس، ورجالهما رجال الصحيح. 18457- وعن عبد الله بن مسعود قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: إن أُمّنا كانت تكرم الزوج، وتعطف على الولد، وتقري الضيف، غير أنها وأدت في الجاهلية؟ قال: "أمكما في النار". فأدبرا والسوء يرى في وجوههما، فأمر بهما فردا - أو فرجعا - والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء، فقال: "أمي مع أمكما". فقال رجل من المنافقين: وما يغني هذا عن أمه ونحن نطأ عقبه! فقال رجل من الأنصار: ولم أر رجلاً قط أكثر سؤالاً منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل وعدك فيها أو فيهما؟ قال: فظن أنه من شيء قد سمعه، قال: "ما سألته ربي، وما أطمعني فيه، وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة". فقال الأنصاري: يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال: "ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غُرْلاً، فيكون أول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم، يقول: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقاماً لا يقومه أحد غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون". قال: "ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض". فقال المنافق: إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض؟ قال: "حاله المسك، ورضراضه الثوم". قال المنافق: لم أسمع كاليوم، قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إلا كان له نبته، قال الأنصاري: يا رسول الله هل له ثمر؟ قال: "نعم، ألوان الجوهر، ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من شرب منه مشرباً لم يظمأ بعده، ومن حرمه لم يرو بعده". رواه أحمد والبزار والطبراني، وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف. 18458- وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بغير حساب". فقال يزيد الأخنس: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفاً، مع كل ألف سبعين ألفاً، وزادني ثلاث حثيات". قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال: "ما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع". يشير بيده، قال: "فيه مثعبان (واديان) من ذهب وفضة". قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال: "أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً ولم يسود وجهه أبداً". قلت: عند الترمذي وابن ماجة بعضه. رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح، إلا أنه قال في الطبراني: فما شرابه؟ قال: "شرابه أبيض من اللبن، وأحلى مذاقة من العسل". 18459- وعن أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى حمزة بن عبد المطلب يوماً فلم يجده، فسأل امرأته عنه - وكانت من بني النجار - فقالت: خرج بأبي أنت عامداً نحوك، فكأنه أخطأك في بعض أزقة بني النجار، أفلا تدخل يا رسول الله؟ فدخل فقدمت إليه حيساً، فأكل منه، فقالت: يا رسول الله هنيئاً لك ومرئياً، لقد جئت وأنا أريد أن آتيك فأهنئك وأمرئك، أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهراً في الجنة يدعى الكوثر، قال: "أجل، وعرصته ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ". قالت: أحب أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك، قال: "هو ما بين أيلة وصنعاء، فيه أباريق مثل عدد النجوم، وأحب واردها علي قومك يا بنت حمد". - يعني الأنصار - . قلت: لعله: يا بنت قهد. رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك. 18460- وعن حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني فرطكم، وإنكم واردون الحوض، حوضي عرضه ما بين صنعاء وبصرى، وفيه عدد النجوم قدحان من ذهب وفضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: السبب الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني العليم الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا عليَّ الحوض". رواه الطبراني بإسنادين وفيهما زيد بن الحسن الأنماطي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم، وبقية رجال أحدهما رجال الصحيح ورجال الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوشاء وهو ثقة. 18461- وعن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحاباً من أمته، فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة، وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن، معه عصا يدعو من عرف من أمته، ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم". رواه الطبراني وفيه مروان بن جعفر السمري وثقه ابن أبي حاتم وقال الأزدي: يتكلمون فيه، وبقية رجاله ثقات. 18462- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض، من ورد علي وشرب لم يظمأ أبداً [إلا] ليردن علي أقوام أعرفهم بعرفان، ثم يحال بيني وبينهم". قلت: هو في الصحيح خلا من قوله: "ليردن". إلى آخره. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 18463- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لكل نبي فارط وإني فرطكم على الحوض، فمن ورد علي الحوض وشرب لم يظمأ، ومن لم يظمأ دخل الجنة". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي وقد وثقه غير واحد وفيه ضعيف. 18464- وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه؟ بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني يا أيها الناس فرطكم على الحوض، فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان، وقال آخر: أنا فلان بن فلان، فأقول: فأما النسب فقد عرفته، ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى". رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثق. 18465- وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطكم على الحوض، فمن ورد أفلح، ويجاء بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أي رب! فيقال: ما زالوا بعدك مرتدين على أعقابهم". رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا آخذ بحجزكم (معقد الإزار) اتقوا النار، اتقوا الحدود، فإذا مت تركتكم وأنا فرطكم على الحوض".وذكر الحديث. والبزار وفي إسناده عندهم ليث بن أبي سليم وهو مدلس، وبقية رجالهم ثقات. 18466- وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا على الحوض أنظر من يرد علي". قال: "فيؤخذ أناس من ذوي فأقول: يا رب أمتي أمتي!". قال: "فيقال: وما يدريك ما عملوا بعدك؟ ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم". قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والحوض مسيرة شهر، وزواياه سواء - يعني عرضه مثل طوله - وكيزانه مثل نجوم السماء، وهو أطيب ريحاً من المسك، وأشد بياضاً من اللبن، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبداً". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار وفيه ضعف. 18467- وعنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا فرطكم بين أيديكم، فإذا لم تروني فأنا على الحوض قدر ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء بقرب وآنية فلا يطعمون شيئاً". رواه أحمد موفوعاً وموقوفاً، وفي إسناده المرفوع ابن لهيعة، ورجال الموقوف رجال الصحيح. ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعاً وفيه ابن لهيعة، ورواه باختصار قوله: "فلا يطعمون منه شيئاً". برجال الصحيح. ورواه البزار كذلك. 18468- وعن سمرة - يعني ابن جندب - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرد علي قوم ممن كانوا معي، فإذا رفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا دوني، فلأقولن: يا رب أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف. 18469- وعن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني [ورآني، حتى إذا رفعوا إلي أبصارهم ورأيتهم اختلجوا دوني، فلأقولن: رب أصحابي أصحابي!] فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه ورواه الطبراني بأسانيد ورجاله كرجال أحمد. 18470- وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لألفين ما نوزعت أحداً منكم على الحوض، فأقول: أناس من أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". قال أبو الدرداء: يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال: "لست منهم". رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة. 18471- وعن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليرفعن لي رجال من أصحابي، حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 18472- وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا فرط لكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". فقال رجل: يا رسول الله ما عرضه؟ قال: "ما بين أيلة - أحسبه قال: - إلى مكة، فيه مكاكي أكثر من عدد النجوم، لا يتناول مؤمن منها فيضعه من يده حتى يتناوله آخر". رواه البزار، وفيه عبيدة بن الأسود، قد ضعفه غير واحد وقال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه إذا بين السماع من ثقة، ودونه ثقة، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. 18473- وعن الفرزدق قال: قال لي أبو هريرة: يا فرزدق إني أراك صغير القدمين، فإن أمكنك أن يكون لهما عند الحوض مكان فافعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حوضي ما بين عمان وأيلة، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته مثل عدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ أبداً". 18474- وفي رواية: "إن لي حوضاً يرده علي أمتي كما بين صنعاء ويثرب". قلت: لأبي هريرة حديث في الصحيح غير هذا. رواه الطبراني في الأوسط والفرزدق ضعفه ابن حبان. 18475- وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي حوضاً وأنا فرطكم عليه". قلت: هو في الصحيح باختصار: "وأنا فرطكم عليه". رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن. 18476- وعن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام الإبل وردت لخمس". رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن. 18477- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "حوضي كما بين عدن وعمان، أبرد من الثلج، وأحلى من العسل، وأطيب ريحاً من المسك، أكوابه مثل نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. أول الناس عليه وروداً صعاليك المهاجرين". قال قائل منهم: من هم يا رسول الله؟ قال: "الشعثة رؤوسهم، الشحبة وجوههم، الدنسة ثيابهم، لا تفتح لهم السدد، ولا ينكحون المنعمات، الذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يأخذون كل الذي لهم". قلت: حديث ابن عمر في الصحيح بغير هذا السياق، وهذا على الصواب موافقاً لرواية الناس، والذي في الصحيح: "كما بين جربى وأذرح". وهما قريتان إحداهما إلى جنب الأخرى. وقال بعض مشايخنا - وهو الشيخ العلامة صلاح الدين العلائي - : إنه سقط منه وهو: "كما بينكم وبين جربى وأذرح". وإنه وقع بها سمعت هذا منه. رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموسي عن المخارق بن أبي المخارق، واسم أبيه عبد الله بن جابر، وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات، وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح. 18478- وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حوضي كما بين عدن وعمان، فيه أكاويب عدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، وإن ممن يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم، الدنسة ثيابهم، لا ينكحون المنعمات، ولا يحضرون السدد - يعني أبواب السلطان - الذين يعطون كل الذي عليهم، ولا يعطون كل الذي لهم"ز رواه الطبراني ورجال وثقوا على ضعف في بعضهم. 18479- وعن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي أذود عنه الناس لأهل بيتي، إني لأضربهم بعصاي هذه حتى ترفض". قلت: فذكر الحديث وهو في الصحيح غير قوله: "لأهل بيتي". رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح. 18480- وعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الحوض فقال: "ترى فيه أباريق عدد نجوم السماء". رواه البزار وقال حديث غريب، قلت: وفيه عائذ بن بشير وهو ضعيف. 18481- وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة، وإذا حصاه اللؤلؤ، وإذا حافتاه - أظنه قال: - قباب تجري على الأرض جرياً ليس بمشقوق". قلت: لأنس أحاديث في الصحيح في الحوض بغير هذا السياق. رواه البزار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. 18482- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي مسيرة شهر، زواياه سواء، أكوابه عدد نجوم السماء، ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل وأطيب من المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الوهاب الحارثي وهو ثقة. 18483- وعن أبي برزة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "حوضي ما بين أيلة وصنعاء، عرضه كطوله، يغت (يدفق متتابعاً) فيه ميزابان من الجنة، أحدهما من ورِق (فضة) والآخر من ذهب، وهو أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج، أباريقه كعدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة". قلت: له حديث غير هذا في ذكر الحوض عند أبي داود. رواه أحمد في أثناء حديث في إماطة الأذى وقتل ابن خطل، ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني واللفظ له بإسنادين في أحدهما سعيد بن سليمان النشيطي وفي الأخرى صالح المري وكلاهما ضعيف. 18484- وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء، له ميزابان أحدهما من الذهب والآخر من فضة، آنيته عدد نجوم السماء، أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وريحه أطيب من المسك، من شرب منه لم يظمأ أبداً". رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. 18485- وعن أبي هريرة وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة، فيه أكواب كعدد نجوم السماء، وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء". رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقوا.
|